هل يمكن خلق ثقافة الابتكار؟
قد تعمل ثقافة شركتك إما لصالحك أو ضد نجاح الابتكار. ولهذا السبب يحاول عدد لا حصر له من المؤسسات السيطرة على الثقافة وترسيخ شيء يلقى صدى لدى الموظفين والعملاء على حد سواء.
لكن مصطلح "الثقافة" معقد للغاية لدرجة أنه يصعب أحيانًا فهمه. في النهاية، نتعرض لكافة أنواع الأسئلة مثل:
ما المقصود بالثقافة التنظيمية؟
ما مزايا الثقافة الجيدة؟
كيف يمكن ترسيخ ثقافة أفضل للشركة؟
أي نوع من الثقافة يجب ترسيخه؟
تتعرف في هذا المقال على المقصود بالثقافة التنظيمية وما أهميتها وكيف يمكن تحقيق النمو والبقاء طويل الأمد من خلال ثقافة قوية للابتكار.
ما المقصود بالثقافة التنظيمية؟
الثقافة التنظيمية والمشار إليها باسم ثقافة الشركة عبارة عن مجموعة من القيم والتوقعات والممارسات التي توجه وتستند إليها أفعال كافة أعضاء فريق العمل وتؤثر على سلوكياتهم، وهذا ما تعرفه مؤسسة Gallup بإيجاز على النحو "الطريقة التي نفعل بها الأشياء حولنا."
هذه السمات تمس كل جانب من جوانب المؤسسة وتؤثر على كل ما تفعله. يكفي القول بأن الثقافة التنظيمية قد تكون إما نعمة لشركتك - شيء يعزز السمات الإيجابية. أو نقمة - عنصر سام بمقدوره إزلال مؤسستك.
لا بجب الخلط بين الثقافة التنظيمية ورسالة الشركة أو بيان المهمة، رغم أنها قد تساهم في أو تحدد ملامح ثقافة الشركة لحد ما.
الثقافة التنظيمية القوية لها معان أعمق. من أجل تطوير ثقافة تنظيمية فريدة، يجب أن توجه القيم الراسخة لديك كافة أقسام الشركة بدءًا من التسويق إلى البحث والتطوير. تذكر، ثقافة الشركة تظهر بشكل جلي في المواقف اليومية والقرارات والتجارب والأفعال التي تحدث داخل مؤسستك.
نظام القيم الذي يحدد ملامح مؤسستك هو نظام خاص بك فقط. في كثير من الأوقات، السبب وراء تأسيس الشركة في المقام الأول قد يسلط بعض الضوء على ثقافتها. حسب أولوياتك، ربما ترتكز ثقافتك على خدمة العملاء أو التبرعات الخيرية أو نمو الموظفين وتعلمهم أو الاستدامة البيئية والتأثير البيئي أو الابتكار على سبيل المثال لا الحصر.
ما أهمية الثقافة التنظيمية؟
المزايا العديدة للثقافة التنظيمية لها تأثير تراكمي ومتزايد في أنحاء الشركة، مما يؤدي إلى تحسين تجارب الموظفين والمديرين والعملاء وأصحاب المصالح على حد سواء.
بالنسبة للمديرين والقادة، عدم إعطاء الأولوية للثقافة التنظيمية القوية له تداعيات كبيرة. في الولايات المتحدة مثلاً، أفاد 51% من الموظفين بأنهم غير مكترثين، مما يعني أنهم لا يحبون وظيفتهم ولا يكرهونها. صار الانتماء المعنوي للموظفين موضوعًا رائجًا في الأعوام الأخيرة ولأسباب وجيهة. من خلال تحسين الانتماء المعنوي للموظفين بثقافة قوية، يستطيع القادة في المؤسسات خفض نسبة الغياب بواقع 41% وتعزيز الإنتاجية بواقع 17% وخفض معدل دوران العمالة بواقع 24%.
لا تعد هذه المزايا أخبار سارة فقط لقادة العمل والشركاء وأصحاب المصالح. إنما تحدث فرقًا في سعادة الموظفين أيضًا. وليس من المستغرب أن الموظفين بحاجة إلى الشعور بالارتباط بالشركة التي يعملون فيها. يريدون الشعور بتقدير إسهاماتهم وتوافق قيمهم مع قيم الشركة والحصول على تعويض مالي كاف مقابل جهودهم، ويمكن تحقيق كل هذه الأمور من خلال تعزيز ثقافة تنظيمية قوية.
علاوة على ذلك، تتم ملاحظة ثقافة الشركة خارج جدران المكتب. مع تحول المؤسسات المتزايد نحو التزام الشفافية، تراقب المواهب المحتملة السوق دومًا بحثًا عن فرص للمشاركة في مؤسسة تتوافق مع قيمها. يفضل الأفراد العمل لصالح شركات تتوافق أخلاقياتها وقيمها مع قيمهم ومن خلال تحسين الثقافة، تعمل على زيادة فرص الاستحواذ على هذه المواهب.
يمنحك توظيف المزيد من الموظفين البارعين والمتحمسين ميزة كبيرة عن المنافسين ويؤدي إلى زيادة في الإيرادات بنسبة تصل حتى 33%. حيث يتزايد عدد عمليات البحث التي يجريها المتقدمون للوظائف الجديدة عن أصحاب عمل محتملين باستخدام مواقع تصنيف أصحاب العمل مثل شركتي Indeed وGlassdoor، مما يجعل تحسين الثقافة التنظيمية أكثر إلحاحًا عن أي وقت مضى.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد. يلاحظ العملاء الثقافة التنظيمية أيضًا وصاروا أكثر حرصًا في انتقاء الشركة التي يسلمون إليها الأموال التي جدوا في كسبها. من خلال توصيل قيمك المحورية عبر عروض المنتج والخدمة ومواد التسويق وخدمة العملاء، تتمكن من جذب مزيد من العملاء الملائمين وبناء ولاء الماركة.
ما المقصود بثقافة الابتكار؟
ثقافة الابتكار هي نوع محدد من ثقافة المؤسسة المصممة بقصد تعزيز تطوير الابتكارات في المؤسسة. عند ترسيخ ثقافة ابتكار قوية، يتم توصيل أهمية الابتكار بشكل جيد في أنحاء المؤسسة ودعم عروضك وقيمك ومواقفك وتوقعاتك.
على غرار ثقافات المؤسسة الأخرى، ثقافة الابتكار تستخدم الابتكار كمبدأ إرشادي يدفع عجلة المؤسسة ويؤثر على القرارات الحيوية وعمليات التشغيل اليومية.
لماذا يبحث الجميع عن ثقافة الابتكار؟
بالنسبة للشركات الكبرى، يؤدي عدم إعطاء الأولوية للابتكار وترسيخ ثقافة ابتكار إلى تعريضها لفقدان أهميتها في المستقبل وعدم مواكبة مجريات الصناعة. بالنسبة للشركات الناشئة، ثقافة الابتكار ليست رفاهية بالقدر الكبير الذي عليه ضرورة الصمود في السوق. الوقت يمر والمسألة حرفيًا مسألة حياة أو موت.
بغض النظر عما تنظر إليه، ثقافة الابتكار القوية ضرورية لدفع المؤسسات بكافة الأشكال والأحجام للأمام. ولن يتم تجاهل هذه الأهمية. وجدت دراسة استقصائية شملت 800 قائد من قادة الأعمال في المملكة المتحدة أن 66.67% يعتبرون الابتكار معيارًا مهمًا لنجاح أي مؤسسة.
لكن ما عوامل العمل التي تؤثر عليها ثقافة الابتكار وتؤدي إلى هذا النجاح المحتمل؟ لماذا يتعين على المؤسسات توفير ثقافة ابتكار؟
تحسن نمو الشركة
ضمان مواكبة مجريات أمور الصناعة على المدى الطويل
تحفيز التطوير المستمر
اقتراح مزيد من الأفكار المؤثرة
زيادة تنوع صنع القرار
القضاء على التحيز التأكيدي ضمن الجماعات المنغلقة
المساعدة في الوقوف على جوانب الابتكار الجديدة
جذب مواهب أفضل وأكثر براعة
المساعدة في الاحتفاظ بالمواهب
كشف فرص لتوسعات المنتج
المساعدة في مراقبة التطويرات والتهديدات الخارجية
تحسين المرونة في المؤسسة
تحسين عروض العملاء
وغيرها المزيد...
تعرف المؤسسات أنه لزامًا عليها أن تظل مرنة للصمود في السوق. من خلال ترسيخ ثقافة ابتكار قوية، تتمكن مؤسستك من زيادة مرونتها والتقدم على المنافسين وضمان النمو والبقاء طويل الأمد.
كيف يمكنك خلق ثقافة الابتكار؟
يعد إدراك أهمية ثقافة الابتكار نقطة انطلاق رائعة، لكن ما جدوى هذا إذا لم يستطع المرء تنفيذه؟ قد يبدو خلق أي ثقافة في المؤسسة مهمة مجردة أحيانًا، ومن الطبيعي للمديرين والقادة أن يتيهون في خضم الغموض. نظرًا لأن الثقافات مغمورة عادة في بنية المؤسسة، فمن المفيد فصل الجوانب المختلفة التي تحدد ثقافة الابتكار.
1. تشجيع الابتكار التعاوني
بصورة تقليدية، يتم إجراء الابتكارات وتقريرها بواسطة المديرين في مناصب عليا وصناع القرار الرئيسيين الآخرين. يرغم هذا النهج المنغلق على مواصلة جهود الابتكار داخل تسلسل هرمي مستبعد منه الموظفين والعملاء لإحداث تغيير مؤثر.
من خلال إتاحة أنشطة الابتكار والتعاون مع شبكة أوسع، ستجد أن القوة العاملة بأكملها وقاعدة العملاء لها نصيب في هذه القرارات المهمة. والأكثر من ذلك، يؤدي تشجيع الابتكار التعاوني إلى نمو مصادر الأفكار والحد من التحيز التأكيدي والحصول على رؤى ومعلومات فريدة.
2. تجاوز مرحلة توليد الأفكار
لا شيء يعرقل استراتيجيات الابتكار أكثر من الاهتمام الزائد بتوليد الأفكار. في حين أن توليد الأفكار يعد خطوة حيوية للابتكار، إلا أن التحقق من صلاحية هذه الأفكار وتطويرها وتحويلها إلى واقع في السوق بسرعة هو الذي يحقق القيمة في النهاية.
لضمان تنفيذ أفكارك بأكبر قدر ممكن من السهولة والسرعة، عليك تصميم عمليات خصيصًا لنقل الأفكار بفعالية عبر مراحل الانتقاء والاختبار والاحتضان والتنفيذ.
3. تصميم عمليات لأنواع الابتكار المختلفة
ليس جميع الابتكارات واحدة. بينما ثمة البعض منها تدريجي وله نتائج واضحة، فالبعض الآخر بعيد المنال ولا يمكن التنبؤ به. من المهم فهم المتطلبات المختلفة لأنواع الابتكار المختلفة لتخصيص العمليات المعمول بها.
على غرار الأقسام التقليدية، تتطلب عمليات الابتكار هذه الانتظام في التحسين والتبسيط لضمان الحصول على أقصى فعالية من المساعي التي تبذلها.
4. تخصيص فريق ابتكار
كما هو الحال مع أي قسم في المؤسسة، لا بد من تولي فريق من الموظفين المخصصين مسؤولية الأنشطة والمهام المتنوعة التي تتألف منها عمليات الابتكار. من خلال جعل أنشطة الابتكار مهام "وقت الفراغ" في نهاية اليوم فأنك حتمًا تقضي على أي فكرة رائعة.
بينما تكون مرحلة توليد الأفكار متاحة لنطاق عريض من الأفراد المتعاونين، يجب اضطلاع فرق أصغر بمسؤولية نقل الفكرة عبر مراحل الانتقاء والاختبار والتنفيذ.
5. تضمين الابتكار في التوصيف الوظيفي للموظفين
ليست المسألة أن الموظفين ليس لديهم أفكار. وإنما الأمر هو أنك لا تشعر بارتياح أو بحماس لطرحها. يعد ترسيخ استراتيجيات الابتكار وتوقعات المؤسسة في التوصيف الوظيفي للموظفين طريقة رائعة لبدء بناء ثقافة ابتكار من أول يوم. من خلال توضيح رغبتك للمبتكرين في التوصيف الوظيفي، فمن الأرجح جذب الأنواع المرادة من المتقدمين للوظيفة.
6. تشجيع التفكير الإبداعي
ماذا لو فاتتك فكرة مؤثرة بسبب ضعف ثقافة الابتكار؟ ثقافات الابتكار الرديئة قد تجعل الموظفين يشعرون بالقلق من طرح أفكار من المحتمل أن تكون ثورية حتى إذا كانت تبدو تافهة في البداية.
من خلال إنشاء مساحة آمنة وشبكة داعمة، يشعر الموظفون بالثقة عند التعبير عن اقتراحات مبتكرة. يعد تيسير جلسات العصف الذهني المنتظمة وجلسات البرمجة التشاركية سبل رائعة لتشجيع توليد الأفكار غير المكبوت.
7. تحميل الموظفين المسؤولية
تحميل الموظفين مسؤولية أنشطة الابتكار هو طريقة رائعة لبناء الثقة وتعزيز المهارات القيادية. من خلال دعم الموظفين، يزيد مستوى رضاهم في العمل فضلاً عن توفير مزيد من الوقت للمديرين لتنسيق مهام الابتكار بدلاً من تجزئتها.
8. توفير برامج تدريبية على الابتكار
الابتكار مهارة يمكن ويجب اكتسابها إذا كنت تريد النجاح لمؤسستك. من خلال استضافة فعاليات تدريب منتظمة بشأن الابتكار، فأنت بذلك تضع الابتكار في مقدمة اهتمامات المؤسسة مما يسمح بالتعبير عن أهميته للموظفين بأسرهم.
يمكن للموظفين والمديرين في جلسات التدريب هذه تعلم مهارات ثمينة تساعدهم في الوقوف على التحديات وتوليد الأفكار وتيسير التواصل لطرح ابتكارات جديدة بنجاح.
9. تقدير ومكافأة الإسهامات الابتكارية
تقدير الإسهامات الابتكارية الرئيسية يعد جزءًا حيويًا في ترسيخ ثقافة ابتكار قوية. من خلال تمييز هؤلاء البارعين في الابتكار داخل مؤسستك، تتمكن من جعلهم مثال يحتذى به ونشر أهمية الابتكار لكل من الموظفين والمؤسسة نفسها.
10. توظيف مبتكرين متطلعين للمستقبل
لا بد من وجود مبتكرين لخلق ثقافة الابتكار. حال الشروع في ترسيخ ثقافة الابتكار، قم بتضمين أولوياتك في عملية التوظيف واحرص على توضيح للمتقدمين للوظيفة ما تتوقعه منهم. أنك بحاجة إلى أفراد إيجابيين ومستعدين لإجراء تغيير، لذا احرص على توضيح ذلك عند توظيف موظفين جدد.
تسهيل ثقافة الابتكار باستخدام InnovationCast
يتطلب الابتكار الفعال الالتزام من قبل شبكة واسعة من الموظفين والشركاء والمديرين والعملاء. ويعد ترسيخ هذا الالتزام مع ثقافة ابتكار قوية ركيزة أساسية نحو النجاح طويل الأمد.
لكن الالتزام وحده غير كافي لدفع عجلة الابتكار. لخروج الأفكار للنور بسرعة وسهولة، لا بد من وجود نظام يقوم بهذا العمل ويحقق النتائج.
قمنا في InnovationCast بتطوير حل حائز على جوائز من شأنه تسهيل الابتكار الفعال والذي يمكن تكراره في المؤسسات الكبرى. من خلال حلول مصممة خصيصًا لجميع أنواع الابتكار، يمكنك تبسيط عمليات الابتكار لتنفيذ الأفكار بسرعة وتعظيم العائدات.
مستعد لتسريع وتيرة الابتكار لديك؟ حدد موعدًا لمشاهدة عرض توضيحي شخصي اليوم.