هل الإبداع مرادف الابتكار؟

الإبداع والابتكار هما الثنائي الديناميكي الذي يقود نجاح الأعمال! فكر في الإبداع باعتباره الشرارة، أو "لحظة الإلهام"، وفي الابتكار باعتباره العملية التي تُحيي هذه الأفكار. لكي تزدهر الأعمال، يجب عليها استغلال كلا العنصرين: تعزيز بيئة إبداعية وتنفيذ الأفكار بشكل هادف. هل أنت مستعد لمزج السحر بالمنهجية؟ انغمس في هذا الآن!

شكل توضيحي
Innovation Management
Carlos Mendes
Carlos Mendes
Co-Founder @ InnovationCast

هل الإبداع مرادف الابتكار؟

في مجال الأعمال، الإبداع والابتكار لهما علاقة تكافلية. على غرار الكيفية التي يعتمد بها نظامنا البيئي على دورة النباتات والحيوانات الطبيعية، يعتمد نشاطك التجاري على دورات الإبداع والابتكار للعمل بصورة سليمة.

لم تعد المؤسسات تكتفي بما حققته من نجاح إذ صار مناخ المؤسسات أكثر تنافسية. كي تظل في صدارة المنافسة، لا بد من مواصلة التحسين والوقوف على فرص النمو. ويتم هذا من خلال دعم الأفكار الإبداعية بعمليات الابتكار.

هيا نلقي نظرة عن كثب على المقصود بالإبداع والابتكار.

ما المقصود بالإبداع؟

يمكن أن يظهر الإبداع بعدة سبل حسب الدافع منه.

بخصوص ريادة الأعمال، قد ينشأ الإبداع غالبًا من الحاجة والرغبة في التغيير أو البحث عن حل. قد تطرأ لك فكرة عن منتج ثوري أو نموذج سعر من حيث لا تدري ظاهريًا.

غالبًا ما يتم الخلط بين "لحظة الإلهام المفاجئة" هذه ومحصلة الإبداع. الفكرة هي أن مثل هذه التجليات تظهر من حيث لا تدري، حيث يتوصل أفراد مثل لاري بيدج، المؤسس المشارك لشركة Google، إلى خوارزمية PageRank في ليلة وضحاها. ولكن هذا لا يمثل كيف تسير الأمور.

الإبداع أو بالأحرى التفكير الإبداعي عبارة عن عملية وليس حدثًا. كلنا قادرين على التوصل إلى أفكار، وبالتالي نمتلك جميعًا ملكة الإبداع. ولكن رغم ما يظهر، الإبداع ليس ظاهرة فردية في الغالب. فهو يحدث عبر التفاعلات بين عدة أفراد، لذا الإبداع موجود "في التفاعل بين أفكار الشخص والسياق الاجتماعي الثقافي." (ميهالي كسيسنتميهالي)

لكن الأفكار الإبداعية لا تستطيع أن تسهم بأي شيء ذي مغزى في مؤسستك (أو حياتك) إذا لم يتم تنفيذها. وهنا يتأتى دور الابتكار.

ما المقصود بالابتكار؟

يمكن تعريف الابتكار على النحو "تحويل الأفكار إلى واقع". يمكن عندئذٍ النظر إلى الإبداع على أنه أحد مكونات الابتكار. لخروج الأفكار - بذور الابتكار- للنور، يلزم تنفيذ عملية ابتكار قائمة على الغرض.

ثمة جزء مهم من هذه العملية يحدد التحديات ويطور الأفكار لحلها.

وهذا ما يميز الابتكار عن الإبداع. الابتكار هو دومًا شيء عملي ومرتكز حول الأعمال التجارية ومعتمد على المنفعة. تتمركز عملية توليد الأفكار حول حل تحدي معين أو استكشاف مسارات جديدة. الإبداع رغم حيوته يعد سمة مفيدة فقط من شأنها توسيع أفاق الابتكار.

بالنظر ببساطة إلى اللفظين نفسهما يتضح الفرق بينهما. الإبداع اسم. فهو سمة ومهارة يمكن أن يمتلكها الشخص. الابتكار اسم أيضًا. لكنه يصف عملية شاملة والشخص لا يستطيع امتلاك الابتكار.

كيف يمكن تعزيز الابتكار في محل العمل؟

من السهل أن تخطئ في اعتبار الإبداع حدث مستقل. لكن كما تم شرحه، توجد عملية يمكن تتبعها من شأنها دعم الإبداع. نظرًا لأن الإبداع عبارة عن عملية، فأنه يمكن استكشافه وتحسينه بسهولة.

كيف يمكن تحسين الإبداع لديك؟ أليس هذا شيئًا موجودًا بالفطرة؟

كلا. بل يمكن تحسين الإبداع ولكن من خلال عقلية تؤمن بالنمو. بمعنى، الاعتقاد بأنه يمكن تحسين مستواك في شيء ما من خلال الإصرار والتكرار. بصفتك قائد، ثمة أمور عديدة يمكنك فعلها لمساعدة الموظفين على تحسين الإبداع لديهم.

تحديد التحديات بوضوح

من السهل الإيمان بأن الحواجز والإرشادات ليس لها مكان في العمليات الإبداعية وأن الإبداع يدور حول التفكير المبتكر الثوري. لكن من المثير للانتباه، تجعلنا القيود مبدعين أكثر.

نظرًا لأن الإبداع قد يظهر في عدة أشكال، فلا بد من توفير القيود لتوفير قيمة في الابتكار. يؤدي عدم تحديد التحديات إلى ظهور كم هائل من الأفكار مما يسبب عرقلة جهود الابتكار.

أنتج المهندسون في GE Healthcare مثلاً جهاز رسم القلب MAC 400 (ECG) الثوري في ظل مجموعة من الإرشادات الصارمة. فقد طُلب منهم تطوير جهاز رسم قلب يتميز بأحدث تقنية ويتم تشغيله بالبطارية ويمكن حمله بسهولة ولا يكلف أكثر من 1 دولار للفحص الواحد. أدت هذه القيود إلى ظهور واحد من أهم التطويرات في مجال الرعاية الصحية المتاحة للأرياف.

لذا عندما تحدد التحديات، تحلى بالدقة وضع قيودًا. القيام بهذا يساعدك على كشف أفكار مثيرة ذات صلة عالية.

توسيع نطاق المعرفة من خلال ورش عمل وتطوير المهارات

يشتعل فتيل الإبداع عندما يتم دفع الموظفين خارج منطقة الراحة الخاصة بهم. من خلال توفير أيام تدريب وورش عمل منتظمة يمكنك توسيع المعرفة وتعريض الموظفين لمواقف غير مألوفة.

عندما نتعرض لشيء جديد، لا يمكن اللجوء إلى أنماط السلوك المعتادة، لذا نضطر إلى التحلي بالإبداع في النهج الذي نتبعه.

إعطاء الأولوية للعافية

ثمة عوامل خارجية تؤثر على الإبداع. أمور مثل التغذية السليمة والحصول على القدر الكافي من النوم والتعرض لضوء الشمس والتحفيز الاجتماعي كلها أمور تساهم في قدراتنا المعرفية والإبداعية. من خلال إعطاء الأولوية لعافية الموظفين، يمكنك زيادة فرص كشف أفكار إبداعية كبيرة.

تطوير ثقافة تشجع على الإبداع

يعد الخوف نقطة ضعف خطيرة أمام الإبداع. ليس الخوف من فشل الفكرة نفسها لكن احتمالية الظهور بمظهر الغباء أو الشعور بالإهانة أو التعامل مع الإحراج.

لتشجيع الموظفين على اقتراح أفكار، لا بد من خلق ثقافة تدعم التفكير الإبداعي. ولا يعني هذا مجرد تيسير المزيد من جلسات العصف الذهني. لتشجيع الإبداع في محل العمل، يجب أن يشعر الموظفون بالانخراط في صنع القرارات المهمة وربط دورهم بمهمة الشركة والثقة بزملائهم.

الجمع بين الإبداع والابتكار

الإبداع شرط أساسي لكافة أنشطة الابتكار، وليس للأنشطة الرائدة فقط. بالتأكيد تتطلب الابتكارات الرائدة أفكارًا رائعة ولكن الابتكارات الأصغر والتدريجية مثل التحسينات في العمليات اليومية تتطلب ذلك هي أيضًا.

لكن التغيير الحقيقي يتأتى من قدرتك على الجمع بين التفكير الإبداعي والممارسات الابتكارية. كلما زاد الإبداع كانت الأفكار التي تتوصل إليها أفضل، لكن الابتكار مطلوب حتى تؤتي هذه الأفكار ثمارها.

إدارة الابتكار باستخدام برنامج إدارة الابتكار

قدرتك على إدارة الأفكار تفرض النمو والبقاء طويل الأمد لشركتك. سرعان ما يجد قادة الأعمال الذين يعتقدون أن الابتكار عبارة عن جمع أفكار فحسب يجدون أنفسهم مغمورين بكم هائل من الأفكار، بعضها مفيد والآخر غير ذي صلة.

باستخدام InnovationCast، تتوفر لديك الأدوات اللازمة لإدارة أنشطة الابتكار بكل دقة. من خلال فصل عملية الابتكار إلى مهام أصغر، يمكنك تنفيذ عدة ابتكارات عبر تدفقات العمل الاستراتيجية التي تحقق النتائج في غضون شهور وليس أعوامًا.

إذا كنت مهتمًا بمعرفة المزيد حول كيف تساعد InnovationCast في تسريع وتيرة جهود الابتكار لديك، تواصل معنالتحديد موعد لمشاهدة عرض توضيحي اليوم.