لماذا تحتاج إدارة الابتكار إلى أسلوب منهجي؟
إن وجود أفراد متحمسين وملتزمين بالابتكار ليس هو التحدي الأكبر الذي تواجهه. لا ريب من وجود هؤلاء الأفراد في شركتك ولديهم القدرات المناسبة والنوايا لتحفيز تقدم الابتكارات لكن دون وجود أسلوب منهجي محدد جيدًا، فمن السهل إهدار هذه الميزات.
التحدي الأقوى الذي تواجهه أغلب المؤسسات هو تصميم عملية من شأنها تحفيز تنفيذ الأفكار. الأنشطة المتفرقة مثل جلسات العصف الذهني للمبتكرين واستطلاع الرأي التي تقيس رضا العملاء ليست كافية لإحراز تقدم في الابتكار بالمعدل المطلوب لمواكبة طلبات العملاء وتهديد المنافسين.
كي تظل مهمًا ومواكبًا لمجريات الأمور في صناعتك، لا بد من إرساء أنشطة مستمرة تدعم الابتكار بصورة منهجية. لضمان النمو والبقاء طويل الأمد، يستلزم القيام بالابتكار عبر نطاق كامل من الفرص وتوجيه هذه الأفكار بصورة منهجية بأساليب مناسبة.
ما المقصود بالابتكار المنهجي؟
قدم بيتر دروكر استشاري الإدارة تعريفًا مفيدًا للابتكار المنهجي في السابق كالتالي:
“Systematic innovation is innovation resulting from an intentional and organized process to evaluate opportunities to introduce change.”
يعتمد الابتكار المنهجي على سلسلة من المهام والأنشطة المجمعة لتشكيل عملية للابتكار. تعد العمليات الخاصة بوظيفة الابتكار هي نفسها بشكل كبير تلك العمليات المستخدمة بشكل تقليدي في الأقسام المؤسسية مثل التسويق والاتصالات والمبيعات والموارد البشرية.
من الضروري تخصيص وظيفة تنظيمية للابتكار في مؤسستك لتسخير وتطوير روح الابتكار الموجودة بالفعل داخل قوة العمل لديك.
لماذا يكون الأسلوب المنهجي أمرًا حيويًا لنجاح الابتكار؟
نادرًا ما تواجه المؤسسات صعوبة في تحفيز الأفراد على طرح أفكار للتغيير. عند إطلاق أنشطة ابتكار جديدة، ربما تجد موجة من الإثارة والحماس تظهر على السطح، وسرعان ما ينكشف كم هائل من الاقتراحات. يعد هذا أسهل مرحلة في الابتكار في العموم.
لكن دون وجود عملية منهجية، تواجه الأفكار حتمًا عقبات. يؤدي الافتقار إلى فريق مخصص ومنظومة محددة إلى نموذج دائري له بداية ونهاية ويعمل على تثبيط تقدم الابتكار لديك.
تعتمد كافة الوظائف المؤسسية على فرق مخصصة لتنفيذ العمليات الفعالة. هل يستطيع فريق التسويق العمل بكامل قدراته إذا لم يقم أحد بتكريس جهوده لإحداث التغيير؟
فكر في رحلة العميل لديك مثلاً. من أحد التحديات الرئيسية التي تواجهها فرق المبيعات هو إيجاد رحلة سلسة للعميل خالية من المشكلات وتقلل فرص قيام العميل بترك عربة الشراء قبل الوصول إلى خطوة إتمام البيع. يؤدي تبسيط رحلة العميل إلى زيادة فرص إتمام العميل للصفقة، ولكن لا يمكن أن يتحقق هذا بدون فريق مخصص تدعمه عمليات منهجية.
عند تطبيق أسلوب منهجي على الابتكار، فأنت تحاول تحسين فرص تحويل الأفكار إلى واقع - سواء كانت ناجحة أو غير ذلك. يضمن الأسلوب المنهجي منح فرصة للأفكار الواعدة واكتشافها وإيجاد طريقة لتحقيقها.
هل العمل عن بعد يخنق الابتكار؟
منذ تزايد العمل عن بعد، تعاني المؤسسات بشكل كبير عما سبق لإعادة تنشيط قنوات الاتصال الناجحة التي تساهم بشكل كبير في الابتكار.
أثناء تحليلالاتجاهات الرئيسية لحركة العمل عن بعد، وجدت Microsoft أن الشبكات المنكمشة تهدد الابتكار بالخطر بصورة كبيرة. وهذا ما أيدته الدكتورة نانسي بايم بشركة Microsoft عندما صرحت، "حينما تفقد العلاقات والاتصال، تتوقف عن الابتكار. الأمر يزداد صعوبة للحصول على الأفكار الجديدة ويصبح تفكير القطيع احتمالاً خطيرًا."
لكن التحول إلى العمل عن بعد لم يكن أمرًا سلبيًا كلية. صرح نحو 59% من الموظفين في Microsoftبأن سبب اختيارهم للعمل عن بعد هو أنهم شاهدوا "تحسنًا في التوازن بين العمل والحياة الشخصية" وشهدت الإنتاجية تحسينات ملموسة أيضًا. غير أن موظفي Microsoft أكدوا أن العمل عن بعد له مزايا أقل بالنسبة لشبكة الأفراد، حيث أفاد 70% أن السبب الرئيسي للعمل من خلال التواجد الشخصي هو "التعاون مع زملاء العمل".
يجب على المؤسسات التي تعمل عن بعد أو بنظام مختلط محاولة محاكاة وإيجاد الوقت والمساحة اللازمين لإقامة حوارات اجتماعية تكون مفيدة للابتكار من خلال دعم كافة الأنشطة بما فيها توليد الأفكار بأسلوب منهجي.
دعم الابتكار من البداية حتى النهاية
دعنا نبدأ بتوليد الفكرة، وهو نشاط تعترف أغلب الشركات بأنها تنفذه بشكل جيد. يعد تعزيز البيئة الملائمة الناجحة لتوليد الأفكار جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية الابتكار الناجحة ويلزم دعمه بأنشطة ذات صلة. لكن هل تستغل إمكانياتك الكاملة لتوليد الأفكار؟
وجدت دراسة أجرتها Adobe عام 2016 أن 41% فقط يعتقدون أنهم مبدعون و31% يؤمنون بأنهم يحافظون على إمكاناتهم الإبداعية. قد تكون الفكرة التي ينقصها الإبداع - وهو المحرك الرئيسي للابتكار - حيوية لنجاح طويل الأمد. علاوة على ذلك، كيف يمكنك استغلال إمكانيات الابتكار الكاملة لديك إذا شعر جزء كبير من الموظفين بأنهم منعزلين؟
يبدو أن الدعم الكافي والتشجيع المناسب هو الحل لتيسير الإبداع خاصة لأصحاب الأداء المنخفض في الابتكار المبدئي. ولهذا السبب يعد الأسلوب المنهجي للتعامل مع الابتكار ضروريًا لدعم بشكل متكرر جهود الابتكار لديك.
حال استغلال أقصى قدرات في أنشطة توليد الأفكار، يستلزم إجراء المزيد من العمل للتحقق من صلاحية الأفكار وتشكيلها إلى شيء ناجح يحقق قيمة وأثرًا ملحوظًا. المؤسسات والقادة لهم مطلق الحرية في خلق الظروف التي يمكن فيها ترسيخ الأفكار الرائعة وتطويرها وتنفيذها.
ماذا تفعل لتقريب هذه الأفكار من مرحلة التنفيذ؟ حسنًا، وجد الباحثون في جامعة الاقتصاديات، في براغ وجامعة أستون بالمملكة المتحدة، أن مجموعة من القدرات تلعب دورًا في الابتكار. بالإضافة إلى توليد الأفكار، يجب على المؤسسات دعم الابتكار من خلال عمليات البحث وتنفيذ الأفكار مثل الاتصال ومشاركة الآخرين والتنفيذ.
تحدثت أيضًا عالمة الاجتماع الدكتورة تراسي براور، مؤلفة أسرار السعادة في العمل عن سبل تحسين الابتكار في مؤسستك في مقالها المنشور في مجلة فوربز عام 2020. فقد خلصت إلى أن الابتكار الناجح يعتمد على إشراك الآخرين وتنظيم الدعم والتعلم من التجارب السابقة والتأمل في النتائج والاختبار وإنشاء النماذج الأولية ودعم التنفيذ وتحسين وخلق ظروف فعالة للابتكار.
دون فريق مكرس جهوده للابتكار ويتولى مهمة تسهيل كافة أنشطة الابتكار في أنحاء المؤسسة، فمن المستحيل القيام بالابتكار والنجاح فيه خاصة إذا كانت مؤسستك كبيرة.
تيسير الابتكار المنهجي باستخدام برنامج لإدارة الابتكار
بنفس الطريقة التي تستخدم بها الشركات حلولاً برمجية لدعم أنشطة التسويق أو المبيعات أو الحسابات، من الممكن الآن تطبيق دعم شامل لكافة أنشطة الابتكار.
يمكنك باستخدام InnovationCast مساعدة شركتك على الابتكار بشكل دوري أكبر والتركيز على الأمور الأهم: التعاون لخروج الأفكار إلى النور.
InnovationCast يوفر مركزًا تعاونيًا يمكنك استخدامه كمصدر واحد للحقيقة عند تنسيق أنشطة الابتكار المتنوعة التي تحدث في أنحاء شركتك. من خلال برنامجنا الشامل يمكنك تطوير مهارات الابتكار الفردية وخلق بيئة للابتكار والإشراف على المشروعات وإعداد مجموعة متنوعة من الآليات لإدارة حافظة الابتكار لديك.
هل مستعد للابتكار؟ حدد موعدًا لمشاهدة عرض توضيحي شخصي اليوم.